حاسة تنمو عند الطفل وهو الجنين ادخلو لتعرفو

التذوق حاسة تنمو لطفلك

بينت دراسات أجريت مؤخرا التأثير الكبير الحسي ـ أي المتعلق بالحواس الخمس ـ داخل الرحم على التفضيلات الذوقية المستقبلية لكل طفل . وتتداخل محاور وعوامل عديدة ـ فطريو ومكتسبة على السواء ـ في تلعم الطفل التذوق منذ البداية حتى صقل هذه الحاسة بتجارب غذائية مختلفة يخضع لها تدريجيا خلال فترة طفولته الأولى . والمثال على ما زكرنا هو الأستجابة الطوعية المتوقعة من كل طفل عند ملامسة لسانه لنقطة من سائل حلو أو حامض أو مرّ بحيث يقبل السكر ويبدي انزعاجا ملحوظا على الحامض في حين يرفض كليا المذاق المرّ . وتعتبر ردات الفعل هذه فطرية وموجودة عند كل مولود جديد مهما كان جنسه . ففهي تشكل بمعنى أو بآخر الزّوادة الأساسية والمرجع الأول لحماية الطفل من السموم ( المذاق المرّ ) وقبول غذائه ( المذاق الحلو والحامض ) في مكونات ضرورية من سكريات ووحدات حرارية، مع الأشارة أن ردات الفعل قد لا تكون دائما جوابا على مذاقات غذائية أو غذاء معين ... وتحدد هذه الأجابة المذاقية جنينيا عند كل مولود جديد من جهة ورهن مجموع من التأثيراتو الحسية داخل رحم أمه من جهة أخرى . فالجنين نفسه يبدي تفاعلا مثيرا من المذاقات التي تتناولها أمه; كما يبدأ عضو الذوق عنده بالتكون منذ الشهر الرابع من الحمل . في الواقع، يتأثر ذوق الطفل كثيرا بما تتناول أمه من طعام خلال فترة حملها به . فيظهر حبا لكل ما كانت تحبه وتتناوله هي عندما كا في بطنها وحتى بعد الولادة، ذلك بدءاً من السائل السلوي حتى الحليب وباقي الأطعمة ...

عند الولادة، تتطور قدرة تمييز وتفضيل كبيرين عند الطفل لحليب أمه مقارنة مع السائل السلوي الذي عاش فيه طيلة تسعة أشهر حتى ولو لم يستطع التمييز بينهما قبل ثلاثة أيام من رؤيته النور . فيبدي تلك اللذة الكبيرة للحليب تدريجيا عندما يعتاد فكرة الأرضاع . كما تختلف رائحة الأفرازات اللبنية عند الأم من اللبأ في البداية الى الحليب . وهذا الأر يذكي ذوق الطفل، فيخرج خطوة خطو في أطار مذاق السائل السلوي واللبأ ليتأقلم مع المواد الغذائية الخارجية المثيرة .

ويبقى السكر دوما المذاق الأقوى والألذ بالنسبة الى كل الأطفال مهما كانت أعمارهم; ألا أن المذاق المالح لا يثير الرضيع لكنه يؤدي عند الطفل بين عمر ا8 شهراً وثلاث سنوات الى الشعور شديد بالمقت والرفض .

وفي النهاية، يتمتع الأولاد بذوق متطور أكثر من الراشدين اذ لديهم 10 ألاف خلية ذوقية مقابل نصف العدد عن الراشد .

لهاذا السبب، تعطى فترة الطفول أهمية كبيرة قي سياق التثقيف الذوقي لكل طفل بحسب ايقاع مدروس ونظام غذائي معين . ووحدها تجارب غذائية متنوعة جدا الرضيع تسمح له بصقل تلك المعرفة الغذائية والهوية الشخصية التفضيلية للمذاقات حيث تندمج معها المظاهر البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي يعيش في أطارها كل فرد وكل طفل بحسب مجتمعه .