--------------------------------------------------------------------------------
إهداء
إلى كل قلب أبيض
ينبض حباً
للشجر
للزهر
للمطر
إلى
من يعيش
بالحب
وللحب
أهديكم قصتي
راجية أن تحوز على رضاكم
(الغالي)
(قصة)
(1)
في منزلٍ صغيرٍ دافئ ترعرعت حنان ..طفلةٌ مدللةٌ بين أفرادِ أسرةٍ بسيطةٍ سقتها الحب والحنان ,غذتها رعايةً واهتماماً ,أحاطتها بأوراقٍ من الورد كي تحمي قلبها الصغير من كل ماقد يؤذيه.
كبرت لتغدو فتاةً هادئةً رقيقةً متواضعة مفعمةً بالبراءة ..تغمر البيت حيوية وضحكاً .كل من حولها من صديقات وجيران وأقارب يحبها.
اليوم تقدم امتحانها الأول في الثانوية العامة..تضاعف جهودها لتحصل على أعلى الدرجات
أمها تدعو لها بالنجاح وترعاها كعادتها وأبوها يطل عليها من حين لآخر في غرفتها .يراها تلازم كتبها ليل نهار وقد تغفو أحياناً لتلقي برأسها على مكتبها من شدة التعب يأتي ليوقظها كي تنام في سريرها .
تنهي حنان امتحاناتها .
تخرج من المدرسة فرحةً برفقةِ صديقتها فاطمة تفضل كلتاهما أن تعودا مشياً لأن السحب بدأت بالتلبد والسماء توشك أن تمطر ..تتحدثان وتحلمان بالمستقبل الجميل حتى عانقت أحلامهما قطرات المطر وتغريد العصافير المختبأة تحت أوراق الشجر .
لم تلحظ حنان أن شخصاً ما كان يتبع خطاها بسيارته .
كانت قد استأذنت والدتها كي تقضي يومها في منزل صديقتها فاطمة .استمر في ملاحقتها حتى دخلت منزل صديقتها .
عادت مساءً إلى المنزل .
حنان :مرحباً
الأب :أهلاً وسهلاً ..للتو عاد ت البهجة لهذه الدار
قبلت رأس والدها وذهبت لغرفة أمها عانقتها
حنان :أحتاج لحمام دافئ بعد يوم متعب بارد
الأم :ماهذا إن ملابسك متسخة وكأنك طفلة تلهو في الطين
حنان تضحك قائلةً :لم أفوت فرصة المشي تحت المطر فقد عدنا من المدرسة سيراً على الأقدام
الأم مبتسمة :جهزت لك الحمام...عندما تنتهين من الصلاة أكون قد انتهيت من إعداد الطعام ..ننتظرك .
انهت صلاتها ,جلست على سريرها, شدها الحنين إلى أوراقها التي كانت تبوح لها بما يخالجها من مشاعر وأحلام وردية ..رسمت لنفسها عالماً لا يدخله سواها .
استسلمت للنوم .
استيقظت على صوت أذان الفجر .صلت وأخذت تدعو الله عز وجل أن يوفقها ولم تنسى صديقاتها من دعائها
جلست تقرأ القرآن إلى طلوع الشمس .توجهت إلى المطبخ لتساعد والدتها في اعداد طعام الإفطار.
الأم : اتصلت أختك زهراء ليلة البارحة تسأل عنك ودعتك لتــــتنزهي معها اليوم فطفلاها ينتظرا أن تنهي امتحاناتك ليقضيا معك أحلى الأوقات فقد اشتاقا لكِ كثيراً.
حنان :كم اشتقت لهما .
حسنٌ يا أمي سأطلب من والدي أن يوصلني لها حال عودته من عمله .
توجهت حنان لمنزل أختها وكانت معها إحدى جاراتها وتدعى أم باسم
سلمت عليها حنان فردت أم باسم التحية وهي تحدق في وجه حنان قائلةً لزهراء :أليست هذه أختك حنان
زهراء :بلا ,إنها حنان
أم باسم : ماشاء الله ,لم أرك منذ سنوات ....لقد كبرتي .
غادرت الجارة المنزل وتوجهت العائلة للخروج من المنزل .
كانت حنان تقضي وقتاً ممتعاً برفقة أبناء أختها أحمد وزينب اللذان تحباهما ويحبانها كثيراً لتلك البراءة التي تسكنها .عادت للمنزل أتى والدها ليأخذها وهذه المرة أيضاً كان ذلك الشخص يتبعها .
طلبت حنان من والدها أن يتوقف عند المكتبة لتشتري بعض الكتب .
توقف هو أيضاً ودخل المكتبة ,واقتنى نفس الكتب التي اختارتها حنان .لاحظت حنان ذلك بعد أن لاحظت تتبعه لخطاها وهي تبحث بين الكتب عما تريد.
خرجوا واستمر في السير خلفهم .
حدثت نفسها بأن ذلك لم يكن أكثر من مجرد محاولات شاب لاصطياد فتاة .
رن الهاتف
حنان ترفع السماعة
نعم من المتحدث؟
السلام عليكم
وعليكم السلام
حنان كيف حالك؟
من أنت؟!
أنا صاحب السيارة التي كانت تتبعك .
يتبع